سلطان الغرام صاحب الموقع
الجنس :
الابراج :
عدد الرسائل : 336
المزاج : خيالى
تاريخ التسجيل : 20/02/2009
| موضوع: من يتق الله يجعل له مخرجا الإثنين فبراير 23, 2009 5:58 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
من أخبار الرواة بأسانيد طويله , عن الشريف أبو أحمد العلوي , قـــال :
حـدّثني شيخٌ كان يخدمني أنه حلف بالطلاق لا يشيّع جنازه ..!!
فسألته عن سبب ذلك , فقال لي هذه القصه :
خرجت يوماً ببغداد في نصف النهارمن يومٍ حارّ لحاجه , فإستقبلتني جنازةٌ يحملها إثنان
فقلت : غريب فقير , أرفعها فأثاب ...
فدخلت تحتها بدلاً من أحدِ الحمّالين , فحين إستقرّت على كتفي إفتقدت الحمّال , فصحت :
ياحمّال , ياحمّال , فقال الآخر : إيـش تريد ؟ , إمـش وأسكـت , قد إنصرف الحمّال ...
فقلت : الساعه والله أرمي بها , فقال الحمال : واللهِ إن فعلت لأصيحنّ ...
فإستحييت وإحتملت الأذى , فقلت : يا الله , ومازلت أسير في الشمس والرمضاء مسافــةً
طويله , فلما حططنا الجنازه في مسجد الجنائز , هرب الحمّال الآخر .. !!
فقلت في نفسي : مالهؤلاء الملاعين ..؟
واللهِ لأتمّنّ الثواب ..
وأخرجت من كـِمّي دراهم , وصحت : ياحفّار , أين قبر هذه الجنازه ..؟ , فقال : لا أدري
فقلت : أحفر , فأخذ منّي درهمين وحفر قبراً , فلما صوّبت عليه الجنازه ليأخذه ويدفنه ,
وثب من اللحد ولكمني ( يقصد الحفّار وليس الميّت ) لكمني وجعل عمامتي في رقـبتـي
وصاح للناس : يـا قـوم , قـتـيـل ..!!
فإجتمع الناس , فقال : هذا جاء بـرجـلٍ مقطوع الرأس لأدفنه له ..!!
ففتشوه , فوجدوا الأمر مثل ماقال الحـفـّــار ..!!
فتحيرت وتهت , وجرى عليّ من العار ومن المكروه ماكادت به نفسي تتلف ..!!
فحملوني إلى صاحب الشرطه وأخبروه بالخبر , فجرّدوني للسياط , وأنا ساكت باهت , وكان
لصاحب الشرطه كاتب , فحين رأى حيرتي , قال له : أنظرني حتى أكشف أمر هذا الرجل ,
فإنـّي أحسبه مظلوما ...
فخلا بي وسألني , فأخبرته بما جرى , فنحـّى الميّت عن النعش وفـتـّـشـهـا , فوجد على النعش
كتابه أنها وقف للمسجد الفلاني , للناحية الفلانيه , فأخذ معه رجاله , ومضى , فدخل المسجد
مُتنكّراً , فوجد فيه خيّاطاً , فسأله عن نعش المسجد ؟ كأنه يريد أن يحمل عليه ميّتاً له , فقال له :
أُخذت من الغداة لحمل ميّت ولم يردّوها , فقال : من أخذها ؟ , قال : أهل تلك الدار , وأومأ إليها.
فكبسها برجاله وأحاطوا بها , فقبض عليهم وحملهم إلى الشرطه , فقررهم فأقرّوا أنهم تغايروا على
غلام أمرد , فقتلوه وحزّوا رأسه ودفنوه في بئر حفروها في الدار وحملوه على تلك الصوره , وأن
الحمّالين كانا أحد القوم , فضرب أعناقهم , وخلّى سبيلي , فهذا سبب حلفي أن لا أحضر جنازه ...
قلت : من عمل الخير على التقوى وكان قصده حسناً , جعل الله له عز وجل من كل ضيقٍ وقع فيه
مخرجا , كيف لا , والله عز وجل يقول : { ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }
ويقول جل من قائل : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرا } ...
| |
|